الملخص
یتحقق شرط المیراث بتحقق حیاة الوارث بعد موت مورثه، والتحقق من هذا الشرط فی غایة الأهمیة لمعرفة المستحقین من المیراث، الا انه قد یصعب التحقق من هذا الشرط فی حالات الموت الجماعی، ولم ینص المشرع العراقی فی نصوص قانون الأحوال الشخصیة رقم (188) لسنة 1959 على طریقة التوریث فی حالة الموت الجماعی، لذا نرجع الى احکام الشریعة الإسلامیة ومبادئها استنادا إلى المادة (أولا) من الفقرة (2) من قانون الأحوال الشخصیة. ونجد وبالرجوع إلى آراء الفقهاء فی توریث الموتى من الموتى، اختلافاً فقهیاً واضحاً، فذهب رأی بتوریث بعضهم من البعض الآخر، وذهب رأی أخر بعدم توریث بعضهم البعض الآخر، وهناک رای ثالث یجمع بین الرأیین، وبوجود التطور الطبی فمن الممکن أن یساعدنا الأطباء فی تحدید لحظة الموت فی الموت الجماعی، لحل مشکلة البحث، ومعرفة المستحقین للمیراث، إلا أن الأطباء لم یتفقوا على رأی واحد فی تحدید لحظة الموت، فمنهم من یعد لحظة الموت عند موت الدماغ، ومنهم من یعدها بتوقف القلب والرئتین عن العمل؛ سیحاول الباحثان التوصل إلى نتائج وحلول لمشکلة البحث بتحلیل النصوص الشرعیة والقانونیة ومقارنتها ومدى إمکانیة استخدام التقنیات الطبیة الحدیثة لتحدید لحظة الموت.
الموضوعات
أصل المقالة
توریث الموتى-(*)-
ندى سالم حمدون سعد عبد الوهاب عیسى کلیة الحقوق/جامعة الموصل Nada Salem Hamdoun Saad Abdul Wahhab Issa College of law / University of Mosul Correspondence: Nada Salem Hamdoun E-mail: |
(*) أستلم البحث فی 26/12/2013 *** قبل للنشر فی 2/1/2014.
(*) Received on 26/12/2013 *** accepted for publishing on 2/1/2014.
Doi: 10.33899/alaw.2018.160761
© Authors, 2018, College of Law, University of Mosul This is an open access articl under the CC BY 4.0 license
(http://creativecommons.org/licenses/by/4.0).
المستخلص
یتحقق شرط المیراث بتحقق حیاة الوارث بعد موت مورثه، والتحقق من هذا الشرط فی غایة الأهمیة لمعرفة المستحقین من المیراث، الا انه قد یصعب التحقق من هذا الشرط فی حالات الموت الجماعی، ولم ینص المشرع العراقی فی نصوص قانون الأحوال الشخصیة رقم (188) لسنة 1959 على طریقة التوریث فی حالة الموت الجماعی، لذا نرجع الى احکام الشریعة الإسلامیة ومبادئها استنادا إلى المادة (أولا) من الفقرة (2) من قانون الأحوال الشخصیة. ونجد وبالرجوع إلى آراء الفقهاء فی توریث الموتى من الموتى، اختلافاً فقهیاً واضحاً، فذهب رأی بتوریث بعضهم من البعض الآخر، وذهب رأی أخر بعدم توریث بعضهم البعض الآخر، وهناک رای ثالث یجمع بین الرأیین، وبوجود التطور الطبی فمن الممکن أن یساعدنا الأطباء فی تحدید لحظة الموت فی الموت الجماعی، لحل مشکلة البحث، ومعرفة المستحقین للمیراث، إلا أن الأطباء لم یتفقوا على رأی واحد فی تحدید لحظة الموت، فمنهم من یعد لحظة الموت عند موت الدماغ، ومنهم من یعدها بتوقف القلب والرئتین عن العمل؛ سیحاول الباحثان التوصل إلى نتائج وحلول لمشکلة البحث بتحلیل النصوص الشرعیة والقانونیة ومقارنتها ومدى إمکانیة استخدام التقنیات الطبیة الحدیثة لتحدید لحظة الموت.
Abstract
The life of the inheritor and the death of the inherited are both a condition that must be fulfilled before the inheritance can legally be carried out. This is a crucial condition that allows us to know those who deserve to be legally inheritors from those who do not. However, there are cases where it is difficult to fulfil such a condition—the case of mass death for example. In fact, there is no any stipulation in the Iraqi legal system pertaining to Personal Status Law on how to inherit in case of mass death, therefore, the only legal recourse left in such case is the rulings and principles of the Sharia Law in reference to article (1), paragraph (2) of the Personal Status Law. Furthermore, in reference to the opinions of the Fuqahah (Muslim Jurists), there is a clear legal difference as regards to the death inheriting other death. One opinion allows the death to inherit one another, while, one opposing opinion disallow such inheritance. The third opinion reconciles the other two opposing opinions stating that the medical advancement of today can help doctors determine, through autopsy, the exact time of the death of every deceased in the mass death in order to solve the problem and to determine the deservingly-legal inheritors. In fact, the doctors do not agree on one opinion as regards to determining the exact time of the death of every deceased. While some argue that the exact time of the death of every deceased starts right after the brain death, some others argue that it starts right after heart and lungs failure.
مقدمـة
الحمد لله الذی خلق الإنسان وعلمه وأبدع الکون وأتقنه، والصلاة والسلام على معلم البشریة محمد المختار وعلى آله وصحبه الأطهار، وعلى من اقتفى الأثر وسار وعلى المصطفین الأخیار. أما بعد فأننا سنعرف لموضوع بحثنا من خلال الفقرات الآتیة:
أولا: مدخل تعریفی بموضوع البحث
یبنى المیراث على اکتمال أرکانه (المورث و الوارث و المیراث ) وشروطه (وفاة المورث و حیاة الوارث و العلم بجهة التی یکون المیراث بسببها) ووجود سببه ( القرابة والزوجیة) وانتفاء الموانع الأصلیة فیه (القتل والرق واختلاف الدین)، فإذا فقد شرطاً أو رکناً أو سبب أو اعترضه مانع من الموانع الأصلیة فانه لا یحکم بالمیراث، وفی حالات الموت الجماعی فلا یعلم أیهما مات قبل الآخر، فلا نحکم بالمیراث لفقدان شرط من شروط المیراث، وهو العلم بحیاة احدهما قبل الآخر، وقد تباینت أراء الفقهاء المسلمون فی توریث من جهل موتهم ومن یرث من الآخر، ویطلق علیها اغلب الفقهاء بمیراث (الحرقى والغرقى والمهدوم علیهم ) ولم ترد هذه الحالات على سبیل الحصر وإنما هناک حالات یکون فیها الموت جماعی ولم یعلم أیهما توفى قبل الأخر، کما حصل ویحصل کل یوم بشکل مستمر بعد التطور الحاصل فی مجال الاسلحة المدمرة التی تصیب العشرات بلحظة واحدة وتؤدی إلى الموت الجماعی، لذا تغیر مفهوم ما کان علیه الفقهاء السابقون، فی حصرهم فی الحالات السابقة.
ثانیا: أسباب اختیار الموضوع
لکل باحث أسباب فی اختیار موضوعه، ومن أسباب اختیار هذا الموضوع ما یأتی:
ثالثاً: منهجیة البحث
ستکون منهجیة بحثنا على وفق ما یأتی:
رابعاً: هیکلیة البحث
المقدمة
المبحث الأول: مفهوم الموت
المطلب الأول: مفهوم الموت عند الفقهاء.
المطلب الثانی: مفهوم الموت عند الأطباء.
المطلب الثالث: مفهوم الموت قانوناً.
المبحث الثانی: قواعد توریث الموتى
المطلب الأول: لا یرث الموتى من الموتى.
المطلب الثانی: یرث الموتى من الموتى.
المطلب الثالث: الاتجاه المختلط.
المبحث الأول
مفهوم الموت
یعد الشک فی الموت احدى موانع المیراث المختلف فیها بین الفقهاء، وسبب الاختلاف هو الشک فی تحقق شرط من شروط المیراث، وهو تحقق حیاة الوارث عند موت المورث، ولغرض البحث فی هذا المانع لابد أن نبین معنى الموت، وبعبارة أخرى تحدید لحظة الموت وهل استطاع الفقهاء المسلمون تحدید لحظة الموت؟ وما دور الطب الحدیث فی تحدید لحظة الموت؟ وما موقف القوانین المقارنة من هذه المسألة؟ لذا سنقسم هذا المبحث الى ثلاثة مطالب على وفق ما یأتی:
المطلب الأول: مفهوم الموت عند الفقهاء.
المطلب الثانی: مفهوم الموت عند الأطباء.
المطلب الثالث: مفهوم الموت قانوناً.
المطلب الأول
مفهوم الموت عند الفقهاء
قبل الدخول فی مفهوم الموت عند الفقهاء لابد من أن نبین مفهوم الموت لغةً واصطلاحاً، ومن ثم نبحث مفهوم الموت عند الفقهاء، لذا سنقسم هذا المطلب إلى فقرتین، نبحث فی الفقرة الأولى الموت لغةً، ونبحث فی الفقرة الثانیة مفهوم الموت اصطلاحا عند الفقهاء، على وفق ما یأتی:
أولا: الموت لغة
الموت لغة: المیم، والواو، والتاء، أصل صحیح یدل على ذهاب القوة من الشیء، ومنه الموت خلاف الحیاة والمیت: الذی فارق الحیاة، وجمعه: أموات، وموتى، قال تعالى: (إِنَّکَ مَیِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَیِّتُونَ)، ویأتی الموت بمعنى السکون، یقال: ماتت الریح أی سکنت، ومنه قول الشاعر:
إنی لأرجو أن تموت الریح فأسکن الیوم وأستریح
ثانیاً: مفهوم الموت اصطلاحا عند الفقهاء
الموت هو عکس الحیاة، وهو خروج الروح من الجسد، فالروح إذن ظاهرة حقیقیة فی جسد الإنسان تمده بالحیاة، ولکن لیس فی مقدور البشر الوقوف على حقیقتها وتحدیدها، لأنها من الأمور الغیبیة التی لا یمکن لهم فی حدود علمهم أن یطلعوا علیها بحواسهم، لأنهم عاجزون عن إدراک حقیقتها. مصداقًا لقوله تعالى: (وَیَسْأَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَمَا أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا)، ولکن عجز الإنسان عن إدراک حقیقة الروح لا یمنعه من الاستدلال على وجودها بوظائفها وآثارها الظاهرة، ولیس ما یمنع شرعًا من البحث والتعرض لصفات الروح وعلامات وجودها أو عدمها، ویمکن الاستدلال على عدمها بعلامات تدل على الموت، وقد استنبطت الخبرة والمعرفة البشریة عددًا من الأمارات والعلامات التی تعارف الناس على أنها من علامات الموت، وهی انقطاع النفس، واسترخاء القدمین مع عدم انقباضهما، وانتصابهما، وانفصال الکفین من الذراعین، ومیل الأنف، وامتداد جلدة الوجه، وانخساف الصدغین، وبرودة البدن، و إحداد بصره، وانفراج شفتیه فلا تنطبقان، و ذهب الشافعیة والحنابلة والامامیة إلى أن الإنسان إذا مات لا یعجل أهله غسله حتى یتبین لهم أغلب علامات الموت، فإن ظهرت أغلبها یبادروا إلى دفنه، أما إذا مات مصعوقا أو غریقا أو حریقا أو مبطوناً او مهدوماً علیه أو خاف من حرب أو سبع أو تردى من جبل أو فی بئر فمات، فإنه لا یبادر إلى دفنه حتى یتحقق من موته، فیترک الیوم والیومین والثلاثة، حتى یخشى فساده لئلا یکون مغمیا علیه. ولکن هل یمکن الأخذ بهذه العلامات بوصفها لحظة الموت؟
لم تکن النظریة التی أخذ بها الفقهاء المسلمون فی تحدید الموت، سوى علامات متعارف علیها فیما بینهم، على أساس أن الشخص قد فارق الحیاة، بتحقق هذه العلامات، ولا یمکن الأخذ بهذه الحالة فی حالة الموت المفاجئ، مثل السکتة القلبیة والسقوط من مکان مرتفع، لذا نجد أن لا یؤید الفقهاء موت هذا الشخص إلا بعد أن تظهر علیه العلامات التی ذکرناها، ولا شک أن هذه العلامات غیر یقینیة، وهناک حالات قد حدثت سابقا بأن یدفنوا الإحیاء فی ظنٌهم أموتاً لکنهم کانوا فی حالة اغماء ناتجة عن حالة او عارض مرضی، لأنه یعسر علیهم إدراک الموت الحقیقی بها، ومن ثم لا یمکن الأخذ بعلامات الموت التی سبق عرضها فی الوقت الحالی، إذ أخذ الفقهاء المسلمون بهذه العلامات لتتناسب بما کانوا علیه سابقا، ففی الوقت الحالی ومع التطور الطبی یمکن کشف الموت بوساطة الأجهزة الطبیة الحدیثة.
المطلب الثانی
مفهوم الموت عند الأطباء
کان الضابط التقلیدی للموت هو توقف القلب والتنفس، وظهور بعض العلامات التی تم ذکرها فیما سبق على جسد الإنسان، ویعد الإنسان میتًا على وفق هذا الضابط متى توقفت العملیات الحیویة فی جسده، وزالت عنه کل مظاهر الحیاة، وذلک بالتوقف النهائی للقلب والجهاز التنفسی عن العمل، لکن لم یعد هذا الضابط یتفق مع ما توصل إلیه الطب الحدیث من أن بعض الأعضاء أو الوظائف الرئیسة الأخرى کالقلب والتنفس قد تتوقف ظاهریًا وبصورة مؤقتة عن العمل، ولکن ما دام المخ حیًا فإنه یمکن إسعافها وإعادتها إلى العمل بالاستعانة بوسائل الإنعاش أو الصدمات الکهربائیة أو تدلیک القلب، لذا تحول الأطباء عن الضابط السابق إلى الأخذ بضابط جدید للموت یربط بین موت خلایا الدماغ بما فیها خلایا جذع المخ وبین موت الإنسان.
ولکن ما الموقف الطبی لموت الدماغ؟
لیس موت الدماغ موضوع اتفاق بین الأطباء على أساس أن الإنسان میتا وهناک جدل فیما بینهم فی ذلک، فمنهم من یُعد موت الدماغ لحظة موت الإنسان حتى لو کان قلبه یعمل بواسطة الأجهزة الطبیة، ومنهم من یُعد موت القلب نهایة الحیاة حتى لو کان الدماغ یعمل بشکل طبیعی، وسنعرض آراء الفریقین مع بیان وجه التشابه والاختلاف بین اراء الفقهاء المسلمین واراء الأطباء.
الرأی الأول: موت الدماغ معیاراً لانتهاء الحیاة
ذهب غالبیة الأطباء إلى حصر مفهوم الموت بموت الدماغ، لذا عرف هؤلاء الأطباء الموت: بأنه تلف دائم بالدماغ یؤدی إلى توقف دائم لوظائفه جمیعها، فإذا تم تشخیص موت الدماغ فانه لا جدوى من استمرار الحیاة بوساطة الأجهزة الطبیة، فمن الممکن جعل القلب ینبض خارج جسم الإنسان بواسطة وضعه بمحالیل خاصة، ومن الممکن نقل قلب إنسان میت دماغیا إلى إنسان آخر یعمل دماغه بشکل سلیم من دون قلبه، ولا یمکن العکس، مما یدل على أن لحظة الموت تکون بموت الدماغ.
الرأی الثانی: لا یعد موت الدماغ إنهاء للحیاة
یجد بعض الأطباء أن موت الدماغ لا یُعد موتا کلیاً، إذا کان القلب والجهاز التنفسی یعملان بوظائفهما، وحجتهم بذلک فی حالة المریض الذی اتلف دماغه فإنه بالإمکان أن یستمر قلبه بضخ الدم بوساطة الأجهزة الطبیة الحدیثة، ویتنفس بتزویده بالأوکسجین وتبقى فیه الروح بدلیل حفاظه على حرارة الجسم واستمرار بقیة أعضاء جسمه بعمله بشکل طبیعی، ویؤید هؤلاء الأطباء حالة حدوث غیبوبة طویلة فان الدماغ یعمل بشکل جزئی وتستمر فیه الحیاة.
ویتفق الأطباء مع الفقهاء المسلمین على أساس أن الروح تترکز فی الدماغ، مما یتضح فی النقاط الآتیة:
5. لا تدل الحرکة الاضطراریة (حرکة المذبوح) على اتصال الروح بالجسد، ولا تدل الحرکة الاضطراریة عند الأطباء على صلاحیة المخ کلیاً وجزئیاً، إذ لا تدل الحرکة الاضطراریة على حیاة أو موت.
ولابد أن نشیر إلى موقف المجمع الفقهی الإسلامی الذی یُعد الشخص میتا شرعا وتترتب علیه الأحکام المقررة جمیعها إذا تبیٌن فیه إحدى الحالتین الآتیتین:
وفی هذه الحالة یسوغ رفع أجهزة الإنعاش المرکبة على الشخص وان کانت بعض الأعضاء کالقلب مثلا لا یزال یعمل آلیاً بفعل الأجهزة المرکبة، لذا یتبین أن مجمع الفقه الإسلامی قد تبنى موت الدماغ، وإن کان قلب الشخص یعمل بوساطة الأجهزة المرکبة.
المطلب الثالث
مفهوم الموت قانوناً
تُعد عملیة تحدید لحظة الموت فی غایة الأهمیة لما یترتب علیها من آثار قانونیة بوصفها انتهاء الشخصیة القانونیة للفرد، ولها أهمیة کبیرة فی مجال الجنایات والمیراث، وتعتبر اللحظة التی تبدأ بعد لحظة الموت هی اللحظة التی ینتقل فیها المیراث من المورث إلى الوارث عند بعض الفقهاء، لذا یعد ضروریا تحدید تلک اللحظة من الناحیة القانونیة وخاصة فی حالة وفاة شخصین أو مجموعة من الأشخاص فی وقت واحد بینهم سبب من أسباب المیراث، لذا نبحث فی التشریعات التی حددت معنى الموت والتشریعات التی التزمت الصمت بوصفها من اختصاص الأطباء على وفق الآتی:
أولاً: التشریعات التی التزمت الصمت
یجد أنصار هذا الاتجاه انه لیس من عمل المشرع تعریف الموت لأنه مسألة طبیة خالصة، فضلا عن ان العلم یتطور بشکل سریع فی هذا المجال فما کان یعد موتا (الموت الظاهری) لم یعد کذلک مع التقدم العلمی، وعلى أساس ذلک یجد أنصار هذا الاتجاه أن تحدید لحظة الموت تکون من اختصاص الأطباء، على وفق معاییر تصدرها الجهات الطبیة الرسمیة یجب علیهم الاسترشاد بها، ومن التشریعات المقارنة التی أخذت بهذا الاتجاه هما التشریعان المغربی والمصری أذ لم یعرفا الموت ولم یحددا المعیار الواجب اتباعه على أساس أن الإنسان قد فارق الحیاة وجعل ذلک من اختصاص الطبیب الشرعی من دون أی تدخل، فقد نص المشرع المصری فی المادة (38) من قانون الأحوال المدنیة المصری (یجب على مکاتب الصحة والجهات الصحیة إصدار التصریح بالدفن فور تلقى التبلیغ عن واقعة الوفاة مرفقا به الکشف الطبی الصادر من مفتش الصحة أو الطبیب المکلف بإثبات الوفاة، والذی یفید ثبوت واقعة الوفاة)، ولم یختلف بذلک المشرع المغربی، إذ نصت المادة (32) من المرسوم التطبیقی لقانون الحالة المدنیة، (إن التصریح بالوفاة یدعم بشهادة معاینة مسلمة من طرف الطبیب أو الممرض التابع للصحة العمومیة، وإذا تعذر ذلک، بشهادة معاینة مسلمة من طرف ممثل السلطة المختصة، وإذا وقعت الوفاة فی ظروف غیر عادیة کالجریمة أو الحادثة أو اشتبه فی کونها غیر عادیة لا یقبل التصریح بها إلا بإذن من وکیل الملک المختص).
ثانیاً: التشریعات التی حددت مفهوم الموت
یجد أنصار هذا الاتجاه بأنه لا بد من أن یصدر تشریع لتحدید لحظة الموت ولا سیما بعد شیوع العمل بنقل الأعضاء البشریة من شخص میت إلى آخر على فراش الموت، وخوفا من أن یسعى الطبیب المعالج لکسب الشهرة ویحکم بموت الشخص قبل أن تخلد روحه للباری (عزٌ وجلٌ)، وأخذ بهذا الاتجاه التشریعان السوری والعراقی، إذ نص المشرع العراقی فی المادة الثانیة الفقرة (ب) من قانون عملیات زرع الأعضاء البشریة (یتم الحصول على الأعضاء لأجل إجراء عملیات الزرع من المصاب بموت الدماغ وحسب الأدلة العلمیة الحدیثة المعمول بها التی تصدر بتعلیمات فی حالة موافقة احد أقاربه الکامل الأهلیة من الدرجة الأولى أو الدرجة الثانیة وموافقة لجنة مشکلة من ثلاثة أطباء اختصاصیین من ضمنهم طبیب اختصاص بالإمراض العصبیة على أن لا یکون من بینهم الطبیب المعالج ولا الطبیب الاختصاصی المنفذ للعملیة)، وقد أصدرت وزارة الصحة التعلیمات التی تبین العلامات التی یتبین من خلالها التأکد من حالة الموت(1- فقدان نهائی للوعی 2- فقدام التام للتنفس التلقائی 3 – الانعدام التام للأفعال الانعکاسیة لعرق المخ )، ذهب التشریع السوری فی الاتجاه نفسه إذ نصت المادة الخامسة من القانون المرقم (30) للعام 2003 (لا یجوز نقل الأعضاء من المتوفى إلا بعد التأکد من الوفاة وفقا للتعلیمات التی تصدرها وزارة الصحة وبموجب تقریر أصولی من لجنة طبیة مؤلفة من ثلاثة أطباء)، وأصدرت وزارة الصحة السوریة بتاریخ 8/7/1973 توصیتها فی هذا المجال التی تنص على أن تحدید الموت یستند إلى تقریر محرر من لجنة مکونة من ثلاثة أطباء، کما یستند إلى توقف العلامات الحیاتیة الآتیة مجتمعة لمدة خمس دقائق وهی (1- انعدام النبض 2- انعدام دقات القلب 3- توقف التنفس 4- انعدام الضغط الشریانی).
لذا یتبین أن المشرع العراقی قد أخذ بمفهوم الموت الحقیقی ولیس الظاهری الذی یکون بموت الدماغ مع العلامات الظاهرة من دون أن یکون لأجهزة الإنعاش الصناعی دور بذلک، فلو توقف الدماغ عن العمل وبقی جسم الإنسان یعمل بوساطة الأجهزة الصناعیة فیعتبر الإنسان میتا قانوناَ، وحسناً فعل المشرع العراقی، واستند المشرع السوری إلى توقف القلب والرئتین لتحدید لحظة الموت، مما یعنی تبنیه لمعیار الموت الظاهری.
المبحث الثانی
قواعد توریث الموتى
إن أحد شروط المیراث هو تحقق حیاة الوارث عند موت المورث، ففی هذه الحالة یرث الحی من المیت عند توفر أحد أسباب المیراث بلا خلاف، ولکن الخلاف فی حالة توریث الموتى مثل من ماتوا بحادث من الحوادث کالغرق والهدم والانفجار والحرق أو سقوط طائرة أو حادث سیر أو سقوط بناء أو جدار، فهذه الحوادث، ینشأ عنها غالباً موت جماعی، یصعب معه تحدید لحظة الموت بالنسبة لکل واحد منهم، ولا یخلو حالهم من إحدى الحالات الآتیة:
لذا سنتناول فی هذا المبحث عن النقطة الأخیرة وهو حالة جهل الأسبق فی الموت، ونقسم هذا المبحث على ثلاثة أفرع هی:
المطلب الأول: لا یرث الموتى من الموتى.
المطلب الثانی: یرث الموتى من الموتى.
المطلب الثالث: الاتجاه المختلط.
المطلب الأول
لا یرث الموتى من الموتى
إذا مات اثنان أو أکثر بحادث ما، وکان بینهم سبب من أسباب الإرث ولم یثبت الأسبقیة فی موتهم من الناحیة الشرعیة والطبیة، وقد یکون سبب ذلک حدوث انفجار وتهشم الجثث بشکل کامل، أو مرور زمن طویل على وفاتهم او أی سبب آخر، ففی هذه الحالة لا یرث بعضهم من البعض الآخر او بمعنى أدق لا یرث الموتى من الموتى، وإنما یکون تقسیم المیراث على الإحیاء من ورثتهم، إذ اخذ أبو بکر الصدیق وعمر بن الخطاب وزید بن ثابت وعبد الله بن مسعود و الإمام علی (رضی الله عنهم جمیعاً) بهذا الرأی، وهو رأی جمهور الفقهاء من الحنفیة والمالکیة والشافعیة، واستدلوا على رأیهم بالأدلة الآتیة:
أ. عن عبد العزیز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبیه أن أم کلثوم بنت علی توفیت هی وابنها زید بن عمر فلم یدر أیهما مات قبل صاحبه فلم ترثه ولم یرثها، وأن أهل صفین وأهل الحرة لم یتوارثوا، لأن شرط التوریث حیاة الوارث بعد موت الموروث وهو غیر معلوم ولا یثبت التوریث مع الشک فی شرطه، وروى سعید فی سننه عن یحیى بن سعید، أن قتلى الیمامة، وقتلى صفین، والحرة، لم یتوارثوا، وورثوا عصبتهم الأحیاء، لأن شرط التوریث حیاة الوارث عند موت الموروث، وهذا الشرط غیر متحقق فی هذه الحالات.
ب. أجمع الصحابة على ذلک وإنهم لم یجعلوا التوارث بین من قتل فی یوم الجمل وصفین الا فیمن علموا تأخر موته.
ج. عن زَیْدِ بن ثَابِتٍ (رضی الله عنه) قال: (کُلُّ قَوْمٍ متوارثون عَمِى مَوْتُهُمْ فی هَدْمٍ أو غَرَقٍ، فَإِنَّهُمْ لَا یَتَوَارَثُونَ یَرِثُهُمْ الْأَحْیَاءُ).
2. المعقول
أن استحقاق کل منهما میراث صاحبه غیر معلوم یقینا ویبنى الاستحقاق على السبب، فما لم یتیقن السبب لا یثبت الاستحقاق لأن فی الفقه أصولاً کثیرة تدل أن الاستحقاق بالشک لا یثبت، وبیانه أن سبب الاستحقاق بقاؤه حیا بعد موت مورثه ولا یعلم هذا یقینا.
مثال: توفی اخوان شقیقان وکان لکل واحد منهما بنت، وأم، وأخ لأب، وترک کل واحد منهم مبلغا مقداره (600) ملیون دینار فیکون تقسیم المیراث بالطریقة الآتیة:
أصل المسألة |
بنت |
أم |
أخ لأب |
6
|
1/2 |
1/6 |
الباقی |
3 |
1 |
2 |
أصل المسألة (6)
600÷6 = 100 مائة دینار قیمة السهم الواحد
100× 3 = 300 ثلاثمائة ملیون دینار نصیب البنت
100 × 1 = 100 مائة ملیون دینار نصیب الأم
100×2 = 200 مئتا ملیون نصیب الأخ لأب
یکون تقسیم میراث المتوفى الثانی بالطریقة نفسها من دون أی فرق بینهما، لذا یکون مجموع ما ترثه الأم من ولدیها (200) مائتی ملیون دینار، ویکون مجموع ما یرثه الأخ لأب من أشقائه لأب (400) أربعمئة ملیون دینار، وتکون حصة کل بنت من میراث أبیها هو (300) ثلاثمئة ملیون دینار ولا توارث بین الشقیقین المتوفیین لفقدان شرط من شروط المیراث وهو حیاة الوارث عند وفاة المورث.
ولم یتطرق المشرع العراقی فی قانون الأحوال الشخصیة إلى توریث الموتى وأحالها فی المادة الأولى الفقرة (2) من الأحکام العامة التی تنص (إذا لم یوجد نص تشریعی یمکن تطبیقه فیحکم بمقتضى مبادئ الشریعة الإسلامیة الأکثر ملائمة لنصوص هذا القانون)، وتبنى القضاء العراقی اتجاه جمهور الفقهاء بتوریث الإحیاء من الأموات ولم یورث الأموات من الأموات، ویظهر ذلک جلیا فی قرارات محکمة التمییز (اذا مات جماعة بینهم قرابة فی حادث واحد ولم یعلم أیهما مات قبل الآخر، فان ترکة کل منهما تقسم على ورثته الإحیاء)، وفی قرار آخر (وبما انه لا یعرف من توفى قبل الآخر، وقد اجمع جمهور الفقهاء بتوریث الإحیاء من الموتى وعدم توریث بعضهم من بعض)، وفی قرار آخر (تبین ان وفاة الأب والابن کان بیوم واحد ولا یوجد دلیل على معرفة أیهما أقدم فهنا لا توارث بین الأب والابن).
أما عن موقف التشریع المصری والسوری فقد نصت المادة (261) من قانون الأحوال الشخصیة المصری (إذا مات اثنان ولم یعلم أیهما مات أولا فلا استحقاق لأحدهما فی ترکة الآخر سواء أکان موتهما فی حادث واحد أم لا) واخذ المشرع السوری بالاتجاه نفسه فی المادة (261)، وکذلک المشرع المغربی فی المادة (328).
یتبین مما سبق أن موقف القضاء العراقی یتوافق مع القوانین المقارنة المتضمن عدم توریث الموتى من الموتى.
المطلب الثانی
یرث الموتى من الموتى
إذا مات متوارثون أو متوارثان ولم یعلم سبق أحدهما على الآخر، ولم یدع ورثة کل منهما سبق موت الآخر، ورث کل میت صاحبة من تلاد ماله من دون طارقه (أی من ماله القدیم الذی مات علیه وهو یملکه دون ما ورثه من المیت)، حتى لا یرث کل منهما مال نفسه فیکون وارثا وموروثا وحیا ومیتا فی آن واحد، وهذا رأی الحنابلة، واستدلوا على رأیهم بالأدلة الآتیة:
اجمع الفقهاء المسلمون على هذا الاتجاه مما یتضح من الحالات الآتیة:
أ. روی عن الشعبی عن عمر أنه ورث بعضهم من بعض من تلاد أموالهم، وفی روایة أنه قال لعلی (رضی الله عنه) ورث هؤلاء، فورثهم من تلاد أموالهم، وعن قتادة أن عمر (رضی الله عنه) ورث أهل طاعون عمواس بعضهم من بعض.
ب. أخبرنا عبد الرزاق عن بن جریج عن بن أبی لیلى أن عمر وعلیا (رضی الله عنهم)، قال فی قوم غرقوا جمیعا لا یدری أیهم مات قبل الآخر، کأنهم کانوا إخوة ثلاثة ماتوا جمیعا فورث بعضهم من بعض.
ج- عن علی (رضی الله عنه)، ورث رجلا وابنه أو أخوین أصیبا بصفین، لا یدری أیهما مات قبل الآخر فورث بعضهم من بعض الآخر.
إن سبب استحقاق کل واحد منهما میراث صاحبه هو حیاته بعد موت صاحبه، وکانت حیاته قبل الحادث یقینا، فیجب التمسک بالأصل وهو حیاته، وسبب حرمانه من میراث صاحبه بالشک لا یجوز، وان الیقین لا یزول بالشک.
مثال: توفی شقیقان ولم یعلم سبق أحدهما على الآخر فی الوفاة وکان لکل واحدا منهما بنت، وأم، وأخ لأب، وترک کل واحد منهم مبلغا مقداره (600) ملیون دینار، فیکون تقسیم المیراث بالطریقة الآتیة:
الافتراض الأول: نفترض أن الأخ الصغیر توفی قبل الأخ الکبیر، فیکون حل المسألة على وفق ما یأتی:
أصل المسألة |
بنـــت |
أم |
الأخ شقیق (المتوفى الکبیر) |
أخ لأب |
6 |
1/2 |
1/6 |
الباقی تعصیبا |
محجوب بالأخ الشقیق |
3 |
1 |
3 |
أصل المسألة (6)
600÷6 = 100 مائة دینار قیمة السهم الواحد
100× 3 = 300 ثلاثمائة ملیون دینار نصیب البنت
100 × 1 = 100 مائة ملیون دینار نصیب الام
100×2 = 200 مائتا ملیون نصیب الأخ الشقیق الذی توفی مع شقیقه.
بعد أن تم تقسیم ترکة الشقیق الصغیر المتوفى وورث منه شقیقه الکبیر بوصفه حیاً عند وفاة شقیقة الصغیر، إذ تکون حصة البنت (300) ملیون دینار، ونصیب الأم هو (100) ملیون دینار، ونصیب الأخ الشقیق المتوفى (200) ملیون دینار.
الافتراض الثانی: نفترض أن الأخ الکبیر توفى قبل الأخ الصغیر، فیکون تقسیم میراث المتوفى الکبیر بنفس حل المسألة السابقة بدون أی فرق بینهما، فیکون نصیب البنت (300) ملیون دینار، ونصیب إلام (100) ملیون دینار، ونصیب الأخ الشقیق المتوفى (200) ملیون دینار.
لذا یملک کل شقیق (200) ملیون دینار، ویقسم على باقی الورثة وهم البنت والأم والأخ لأب.
المطلب الثالث
الاتجاه المختلط
الأصل عند أصحاب الاتجاه المختلط الأخذ برأی جمهور الفقهاء بأن لا یرث الموتى من الموتى إلا فی حالتین هما (الغرق والهدم)، ففی هاتین الحالتین یرث بعضهم من البعض الآخر، إذ لم یعلم السبق فیهما من دون بقیة أنواع الموت الجماعی، وتعلیلهم بتوریث الغرقى والهدمى، هو أن اغلب الغرقى لا یموتون بلحظة واحدة، لأن کل إنسان یختلف عن الآخر بقدرته على السباحة أو قدرته على تحمل التنفس، فلو فرضنا أنْ غرقت سفینة وفیها متوارثون فقد یکون لأحد المتوارثین المقدرة على السباحة أو تحمل انقطاع النفس أو غیر ذلک، تکون مقدرة الآخر اقل منه، فضلاً عن تعلیلهم فی الهدمى فطریقة هدم البناء تختلف بحسب التصمیم الهندسی للبناء، فلو افترضنا حدوث قصف جوی وکان احد المتوارثین فی سرداب الدار، والآخر فی غرفة الدار فالأغلب موت من هو فی غرفة الدار أولا، ثم من هو فی داخل السرداب، وبذلک یرث بعضهم من بعض لتفاوت موت بعضهم على بعض، ویوافق أن هذا الاتجاه الرأیین السابقین، فوافق الرأی الأول وهو رأی جمهور الفقهاء بعدم توریث بعضهم من البعض الآخر، وتوریث الإحیاء من الأموات، ووافق الرأی الثانی وهو رأی الحنابلة بتوریث بعضهم من بعض، وهذا هو رأی الإمامیة.
ویتقید توریث بعضهم من البعض الآخر یکون بشروط معینة وهی:
ومثال ذلک، إذا انهارت بنایة على زوج وزوجة وتم العثور على الزوج وهو یتلفظ أنفاسه الأخیرة وبعد ساعات عثر على الزوجة قد فارقت الحیاة، فهنا ترث الزوجة من الزوج من دون توریث الزوج من الزوجة، وتعلیلهم لذلک الأصل بقاء الزوجة على قید الحیاة عند العثور على الزوج یتلفظ أنفاسه الأخیرة، إلى أن یتم إثبات عکس ذلک بإحدى طرائق الإثبات مما یتوافق مع القاعدة الفقهیة (الیقین لا یزال بالشک)، فالیقین هو بقاء الزوجة على قید الحیاة کونها قبل الحادث کانت على قید الحیاة والشک وفاتها قبل زوجها.
ونورد القرار الصادر من محکمة الکاظمیة الذی یؤید فیه رأی الامامیة بعدم توریث الموتى من الموتى اذا کان سبب الموت غیر (الغرق أو الهدم) (لقد أجمع فقهاء الامامیة بتوریث المتوفین بعضهم من بعض فی حالة الموت بسبب (الغرق أو الهدم علیهم) حصراً، واختلاف الأمر بالنسبة للمتوفین بسبب الحرق أو غیره، وبما أن الخلاف فی هذا الأمر لم یجزم بإجماع وان الرأی فی عدم التوارث بین المتوفین هو الأکثر عددا والأرجح منطقا سواء بآراء وفتاوى العلماء المتقدمین أو المتأخرین منهم، فضلاً عن إلى ذلک وجدت المحکمة إن العلة فی توارث المتوفین والمهدوم علیهم بعضهم من البعض الآخر على وفق ما جاء به الفقهاء المسلمین، لان دلالة موتهم فی آن واحد وعدم تقدم بعضهم على البعض هی دلالة ظنیة وتأخر موت بعضهم على بعض هی دلالة قطعیة مستنبطة من طبیعة الأحوال المحیطة بالحادث من حیث عدم تحمل النفس البشریة للصمود فی الغرق لزمان أطول من الآخر إلا بنسب ضئیلة ولا یدفع القطعی بالظن ولا الیقین بالشک وان الیقین یدفع بالیقین، وحیث إن حالة وفاتهم لیس بسبب الغرق أو الهدم علیهم ویجهل معه علم موت بعضهم قبل البعض الآخر مما یعدم إمکانیة توریث بعضهم من بعض، وبعد توضیح لآراء الفقهاء بهذا الصدد، هو عدم جواز أن یرث بعض المتوفین من بعضهم، بل یرث الأحیاء مورثیهم بمعنى أن یرث الأحیاء من ورثة المتوفى وبما أن سبب وفاة فی هذه الدعوى هو الحرق بسبب قصف الطائرة الحربیة على سیارتهم فلا یرث بعضهم من بعض بل یرث الإحیاء من الأموات).
وبعد أن بینا الاختلافات الفقهیة ومواقف القوانین فی توریث الموتى، نسجل الملاحظات الآتیة:
أولاً: مع احترامی وتقدیری لجمهور الفقهاء إلا إنی لا اتفق معهم فی عدم توریث الموتى من الموتى، للأسباب الآتیة:
ثانیاً: اتفق مع رأی الحنابلة بتوریث الموتى من الموتى
وهذا الرأی جدیر بالاهتمام وفیه تحقیق العدل بین الطرفین من المتوارثین، فلو افترضنا وفاة الزوج والزوجة، ففی هذه الفرضیة الأولى یستحق الزوج من میراث زوجته، وتقسم على أبنائه، والفرضیة الثانیة أن ترث الزوجة من الزوج وتوزع أموال الزوجة على الزوج، وتقسم على أبنائها لذا لا تکون هناک منازعات بین الطرفین.
الرأی الثالث: مع احترامی وتقدیری لفقهاء الامامیة إلا إنی لا اتفق معهم فی التفریق بین أنواع الموت، واتفق معهم بالشروط على وفق الآتی:
الخاتمـة
نحمد الله تعالى ونشکره على إعانته لإکمال هذا البحث وفیما یأتی جملة من النتائج والتوصیات على وفق ما یأتی:
أولا: النتائج
ثانیا: التوصیات
The Authors declare That there is no conflict of interest
References (Arabic Translated to English)
First: Books Hadith
1. Abu Bakr Abdul Razzaq bin Hammam al-Sanani, al-Sufid, 10, 2, investigation of Habib al-Rahman al-Azmi, Islamic Bureau, Beirut, 1403 H.
2. Ahmed bin al-Hussein bin Ali bin Musa Abu Bakr al-Bayhaqi, Sinan al-Bayhaqi al-Kubra, c.6, investigation by Muhammad Abdul Qader Atta, Dar al-Baz library, Makkah, 1994.
3. Abdullah bin Abdul Rahman Abu Mohammed al-Darami, Sinan al-Darmi, C2, I 1, the investigation of Fawaz Ahmed Zmrli and Khalid Al-Sabaa scientific, Dar al-Kitab al-Arabi, Beirut, 1407 e.
Second: Language books
4. Abu Al-Hussein Ahmed bin Fares bin Zakaria, Dictionary of Language Standards, C5, I 2, investigation of Abdel Salam Mohammed Haroun, Dar Al-Jil, Beirut, 1999.
5. Mohammed bin Makram bin of the African-Egyptian perspective, the tongue of the Arabs, C2, I 1, Dar Sader, Beirut, no year published.
Third: Books of jurisprudence
a. Hanafi jurisprudence
6. Kamal al-Din Muhammad ibn Abd al-Wahid al-Siwasi, Explanation of Fath al-Qadeer, C2, I2, Dar al-Fikr, Beirut, No year printed, p 103,
7. System and Group of Indian Scholars, Fatwas of India in the Doctrine of the Grand Imam Abu Hanifa Al-Nu'man, C6, Dar Al-Fikr, Beirut, 1991.
B. Maliki's jurisprudence
8. Abu Omar Yousef bin Abdullah bin Abd al-Barr Nimri Cordovan, Istidhkaar Whole doctrines of fuqaha, c 7, i 1, the achievement of Salem Mohamed Atta, Mohammed Ali Mouawad, Dar scientific books, Beirut 2000.
9. Ahmad Al-Dardair Abu Al-Barakat, The Great Explanation, Investigation of Muhammad Alish, C4, Dar Al-Fikr, Beirut, No Publication Year.
10. Ahmed bin Ghoneim bin Salem al-Nafrawi al-Maliki, c 1, fruits Aldwani on the message of Ibn Abi Zayd al-Qairawani, Dar al-Fikr, Beirut, 1415 e.
11. Shams al-Din Abu Abdullah Ibn Qayyim al-Jawziyah, The Spirit, I 1, Investigation of Muhammad Iskandar Yilda, Dar al-Kuttab al-Ulmiyya, Beirut, Lebanon 1982.
12. Abd al-Salam ibn Abdullah bin Abi al-Qasim ibn Taymiyyah al-Harani, editor of fiqh on the doctrine of Imam Ahmad bin Hanbal, c 1, i 2, library of knowledge, Riyadh, 1404 e.
13. Ali al-Saidi al-Adawi al-Maliki, c. 1, footnote to the explanation of the adequacy of the student of the Lord, the investigation of Yusuf Sheikh Mohammed al-Beqai, Dar al-Fikr, Beirut, 1412 e.
14. Mohammed bin Abdul Rahman al-Maghrabi Abu Abdullah, talents of the Galilee to explain Khalil Khalil, c 6, 2, Dar al-Fikr, Beirut, 1398 e.
C. Fiqh of the Shafi'i
15. Sulaiman ibn Muhammad ibn 'Umar al-Bajirmi al-Shafi'i (al-Bajirmi Ali al-Khatib), the masterpiece of al-Habib on Sharh al-Khatib, c2, i 1, Dar al-Kuttab al-Alami, Beirut, 1996.
16. Abd al-Hamid al-Sharwani, Hawashi Al-Sharwani on the masterpiece of the Muhtaj in explaining the curriculum, c 1, Dar al-Fikr, Beirut, no year published.
17. Mohiuddin Abu Zakaria Yehia Ben Sharaf, famous for the Nouveau, Total, C 5, Dar Al Fikr, Beirut, 1997.
18. Mark Mohammed Al-Zuhri Al-Ghamrawi, Al-Saraj Al-Wahaj on the Curriculum, C1, Dar Al-Ma'arafa for Printing and Publishing, Beirut, no publication year.
19. Mohammed bin Ahmad Al-Ramali Al-Ansari, the end of the statement explained Zubad Ibn Raslan, C1, Dar al-Maarifah, Beirut.
20. Mohammed bin al-Khatib al-Sherbini, a singer in need of knowledge of the meanings of the curriculum, C 3, Dar al-Fikr, Beirut, without publication year.
Dr.. Fiqh of Hanbali
21. Shams al-Din Abu Abdullah Mohammed bin Abdullah al-Masri Zarkashi Hambali, a brief explanation of Zarkashi Al-Kharqi, c 2, i 1, the achievement of Abdel Moneim Khalil Ibrahim, Dar scientific books, Lebanon, Beirut, 2002.
22. Shams al-Din al-Sarkhasi, al-Mabsout, 7, Dar al-Maarifah, Beirut, no year printed.
23. Abd al-Rahman ibn Muhammad Ibn Qudaamah al-Maqdisi, c. 2, the great commentary of Ibn Qudaamah, without mentioning the place and year of printing.
24. Abdullah bin Ahmed bin Qudamah al-Maqdisi Abu Muhammad, the singer, C 30, I 1, Dar al-Fikr, Beirut, 1405 e.
25. Abdullah bin Mahmoud bin Mudoud Al-Musali Hanafi, Selection of the explanation of the chosen, C 5, I 2, Scientific Library House, Beirut 2005.
26. Alaa al-Din Muhammad ibn Muhammad Amin, known as Ibn Abidin, supplemented by Al-Mahtar, c1, with no place or publication year
27. Ali Bin Suleiman Abu Hassan Mardaawi, c 2, fairness in the knowledge of the correct view of the dispute over the doctrine of Imam Ahmad ibn Hanbal, the achievement of Mohammed Hamid al-Feki, Dar revival of Arab heritage, Beirut, without the year printed.
E. Jurisprudence
28. Husayn ibn Yusuf Ibn Ali al-Mutah al-Hali, edited sentences, C 2, Mashhad, Qom, no year published.
29. Husayn ibn Yusuf Ibn Ali al-Mutahar al-Hali, memo of the fuqaha ', 1, al-Radawiya library for the revival of the Jaafari monuments, Qum, no year published.
30. Husayn ibn Yusuf Ibn Ali al-Mutahir Al-Hali, Rules of Judgment, C3, I 1, Investigation and Publication, Islamic Publishing Foundation.
31. Pride of Investigators Ibn al-'Alama, Explanation of Benefits, J4, I 1, Al-Kurmani, Al-Ashtahardi and Barjawadi, Ismaili Foundation, 1389 AH.
32. Mohammed bin Jamal al-Din Makki Practical, I 1, the Damascene glint, the realization of Ali al-Karwani, Dar al-Fikr, Qods.
33. Muhammad Jawad Mughniyyah, Jurisprudence on the Five Schools of Thought, No. 5, Dar Al-Ilm for Mellin, Beirut, No Publication Year.
34. Muhammad Jawad Mughniyah, Jurisprudence of Imam Jaafar Ladeq, C1, Sheikh Al-Muzaffar Cultural Foundation, Beirut, None Year.
Fourth: Research and Periodicals
35. Ahmed Al-Omar, Brain Death, Research published at the 1st Arab Conference on Forensic Science and Forensics, 2007.
36. Tristist Karima, Determination of the moment of death and criminal and medical responsibility, research published at the National Forum on Medical Responsibility at Mouloud Omry University, 2008.
37. Tariq Abdul Qader Hussain Al Abed Rabbo, Philosophy of Inheritance, Master Thesis submitted to the Faculty of Law, Mosul University.
38. Qahtan Hadi Abdul Qarghouli, Inheritance in appreciation and reserve, Master thesis submitted to the Faculty of Law, University of Mosul, 2003.
39. Mohammed bin Adam Alrosta Alea Kurdish arguments systems to take out Mahj approach to explain to explain the curriculum in the door of the statutes, a study and investigation Akram Mohammed Amin Bayes Dry, Master Thesis submitted to the Faculty of Islamic Sciences, Baghdad University, 2006.
40. Nada Qaysa, Brain Death between Medicine and Religion, Research published in Damascus University Journal of Economic and Legal Sciences, Volume 26, No. 1, 2010.
41. Islamic Jurisprudence Complex held at the third session of its conference in Amman, capital of the Hashemite Kingdom of Jordan from 8-13 Safar 1407 AH / 11-16 October 1986, c.
42. Islamic Jurisprudence Complex held at the fourth session of its conference in Jeddah, Saudi Arabia from 18-23 February 1408 AH, 6-11 February 1988, c.
Law books and personal status
1. Muhammad Ali Dawood, The Rights Concerning the Legacy between Jurisprudence and Law, Ministry of Awqaf and Islamic Affairs and Holy Sites, Amman, 1982.
2. Mohamed Mohamed Ahmed Sweilem, Brain Death, I 1, Knowledge Foundation, Alexandria, 2010.
3. Mohieddin Hilal Sarhan, Simplification of Islamic Jurisprudence, I 1, Dar al-Kuttab al-Ulmiyya, Beirut, 2005.
Ibrahim Al-Mashhadani, Mukhtar of the Court of Cassation, (Department of Personal Status), Al-Zaman Press, Baghdad, 1999.
5. Mohammed Ahmed Taha, Criminal Responsibility for Determining the Moment of Death, Research published at the Naif Arab Academy for Security Sciences, 2001.
Laws
1. The Applicable Decree of the Moroccan Civil Status Law No. (37.99) issued on 3 October 2002.
2. The Egyptian Civil Status Law No. (143) for the year 1994.
3. The Human Organ Transplantation Law No. (85) of 1986 issued on 27/8/1986.
Judicial decisions
4. Decision No. (4876) of the objection of others / 2005 / 30/4/2006 (unpublished).
5. The decision of the Federal Court of Cassation (1686) / First Person (2008) on 15/6/2008 (unpublished decision).
6. The decision of the Federal Court of Cassation (1686) / First Person / 2008 on 15/6/2008 (unpublished decision).
7. The decision of the Federal Court of Cassation No. (714) / First Person (2010) on 22/10/2010 (unpublished decision).
8. The decision of the Court of Cassation No. (519) Personality / 1982 on 27/4/1982
9. Death certificates issued by Nineveh Health Department, numbered (663158) and (663157) on 9/11/2004.
أولاً: کتب الحدیث
ثانیاً: کتب اللغة
ثالثاً: کتب الفقه
أ. الفقه الحنفی
ب. الفقه المالکی
ج. الفقه الشافعی
15. سلیمان بن محمد بن عمر البجیرمی الشافعی (البجیرمی على الخطیب)، تحفة الحبیب على شرح الخطیب، ج2، ط1، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1996.
16. عبد الحمید الشروانی، حواشی الشروانی على تحفة المحتاج بشرح المنهاج، ج1، دار الفکر، بیروت، بلا سنة نشر.
17. محی الدین ابو زکریا یحیى بن شرف المشهور بالنووی، المجموع، ج5، دار الفکر، بیروت، 1997.
18. العلامة محمد الزهری الغمراوی، السراج الوهاج على متن المنهاج، ج1، دار المعرفة للطباعة والنشر، بیروت، بلا سنة نشر.
19. محمد بن أحمد الرملی الأنصاری، غایة البیان شرح زبد ابن رسلان، ج1، دار المعرفة، بیروت.بلا سنة نشر.
20. محمد بن الخطیب الشربینی، مغنی المحتاج إلى معرفة معانی ألفاظ المنهاج، ج3، دار الفکر، بیروت، بلا سنة نشر.
د. الفقه الحنبلی
21. شمس الدین أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزرکشی المصری الحنبلی، شرح الزرکشی على مختصر الخرقی، ج2، ط1، تحقیق عبد المنعم خلیل إبراهیم، دار الکتب العلمیة، لبنان، بیروت، 2002.
22. شمس الدین السرخسی، المبسوط، ج7، دار المعرفة، بیروت، بلا سنة طبع.
23. عبد الرحمن بن محمد ابن قدامة المقدسی، ج2، الشرح الکبیر لابن قدامة، بدون ذکر مکان وسنة الطبع.
24. عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسی أبو محمد، المغنی، ج30، ط1، دار الفکر، بیروت، 1405هـ.
25. عبد الله بن محمود بن مودود الموصلی الحنفی، الاختیار تعلیل المختار، ج5، ط2، دار الکتب العلمیة، بیروت 2005.
26. علاء الدین محمد بن محمد أمین المعروف بابن عابدین، تکملة رد المحتار، ج1، بلا مکان ولا سنة نشر
27. علی بن سلیمان المرداوی أبو الحسن، ج2، الإنصاف فی معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، تحقیق محمد حامد الفقی، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، بلا سنة طبع.
هـ. الفقه الجعفری
28. الحسین بن یوسف ابن علی المطهر الحلی، تحریر الأحکام، ج2، مشهد، قم، بلا سنة نشر.
29. الحسین بن یوسف ابن علی المطهر الحلی، تذکرة الفقهاء، ج1، مکتبة الرضویة لإحیاء الآثار الجعفریة، قم، بلا سنة نشر.
30. الحسین بن یوسف ابن علی المطهر الحلی، قواعد الإحکام، ج3، ط1، تحقیق ونشر، مؤسسة النشر الإسلامی.
31. فخر المحققین ابن العلامة، ایضاح الفوائد، ج4، ط1، تحقیق الکرمانی والاشتهاردی والبرجوادی، مؤسسة إسماعیلیان،1389هـ.
32. محمد بن جمال الدین مکی العملی، ط1، اللمعة الدمشقیة، تحقیق علی الکروانی، دار الفکر، قدس.
33. محمد جواد مغنیة، الفقه على المذاهب الخمسة، ط5، دار العلم للملاین، بیروت، بلا سنة نشر.
34. محمد جواد مغنیة، فقه الإمام جعفر لصادق، ج1، مؤسسة الشیخ المظفر الثقافیة، بیروت، بلا سنة.
رابعاً: البحوث والدوریات
35. أحمد العمر، موت الدماغ، بحث منشور فی المؤتمر العربی الأول لعلوم الأدلة الجنائیة والطب الشرعی، 2007.
36. تدریست کریمة، تحدید لحظة الوفاة والمسؤولیة الجنائیة والطبیة، بحث منشور فی الملتقى الوطنی حول المسؤولیة الطبیة فی جامعة مولود عمری، 2008.
37. طارق عبد القادر حسین العبد ربه، فلسفة المیراث، رسالة ماجستیر مقدمة إلى کلیة الحقوق جامعة الموصل.
38. قحطان هادی عبد القرغولی، الإرث بالتقدیر والاحتیاط، رسالة ماجستیر مقدمة إلى کلیة القانون جامعة الموصل، 2003.
39. محمد بن آدم الروستی البالکی الکردی، نظم الحجج لإخراج مهج المنهج شرح شرح المنهج فی باب الفرائض، دراسة وتحقیق أکرم بایز محمد أمین الجاف، رسالة ماجستیر مقدمة إلى کلیة العلوم الإسلامیة، جامعة بغداد، 2006.
40. ندى قیاسة، الموت الدماغی بین الطب والدین، بحث منشور فی مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادیة والقانونیة، مجلد 26، العدد الأول، 2010.
41. مجمع الفقه الإسلامی المنعقد فی دورة مؤتمره الثالث بعمان عاصمة المملکة الأردنیة الهاشمیة من 8-13 صفر 1407هـ /11 – 16 تشرین الأول (أکتوبر) 1986، ج2.
42. مجمع الفقه الإسلامی المنعقد فی دورة مؤتمره الرابع بجدة فی المملکة العربیة السعودیة من 18-23 صفر 1408هـ الموافق 6-11 شباط (فبرایر)1988، ج1.
کتب القانون والأحوال الشخصیة
القوانین
القرارات القضائیة